تزايد معدلات عدم الإنجاب لدى الرجال - الأسباب والتحديات الاجتماعية

أسباب ارتفاع معدلات عدم الإنجاب لدى الرجال

معدلات عدم الإنجاب لدى الرجال في ارتفاع ملحوظ، حيث أظهرت الدراسات أن الرجال، وخاصة من أصحاب الدخل المنخفض، هم الأكثر عرضة لذلك. دراسة حديثة من النرويج كشفت أن 72% من الرجال في أدنى خمس فئات دخل لم يتمكنوا من الإنجاب. هذا الرقم يتناقض بشكل كبير مع 11% فقط بين أصحاب الدخول الأعلى. 

 


 

يعد روبن هادلي مثالاً على الرجال الذين يرغبون في الإنجاب لكنهم يواجهون معوقات اقتصادية واجتماعية. تأثير عدم الاستقرار المالي والعوامل البيولوجية قد يؤثر على رغبتهم في تكوين أسرة. وقد أجرى هادلي مقابلات مع رجال آخرين يعانون من هذا الشعور، حيث يصفون شعورهم بالخسارة والعزلة.

العقم الاجتماعي

تشير بعض الدراسات إلى أن العقم ليس دائماً نتيجة لسبب بيولوجي، بل يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة من العوامل الاجتماعية والمالية. العقم الاجتماعي يصف الفجوات بين رغبات الأشخاص وظروفهم الاجتماعية. وفي فنلندا، حيث أُجريت أبحاث مكثفة، يشير بعض العلماء إلى تغير في التفكر حول الإنجاب، حيث كانت فكرة إنجاب الأطفال مرتبطة بالزواج، لكنها أصبحت الآن مرتبطة بتحقيق الأهداف الشخصية.

الأدوار الجندرية وتأثيرها

بالإضافة إلى ذلك، تلعب الأدوار الجندرية دورًا كبيرًا في تراجع معدلات الإنجاب. تؤدي التعليمات الاجتماعية إلى تفوق النساء في التعليم، مما يسبب فجوة في فرصة الزواج والإنجاب بين الرجال والنساء. الرجال الذين يفتقرون إلى التعليم هم الأكثر عرضة لعدم الإنجاب.

الحاجة لبيانات عن خصوبة الرجال

الأبحاث حول خصوبة الرجال لا تزال غير كافية. البيانات المتاحة لا تشمل الرجال الذين لم ينجبوا، مما يحجب جوانب مهمة من النقاش حول خصوبة الرجال. يُعتبر توسيع دائرة الحوار حول خصوبة الرجال وتوعية الشباب حول القضايا المرتبطة بذلك خطوة ضرورية للتعامل مع هذه الأزمة.

دور الرجال في التربية

في النهاية، يجب أن ندرك أن أولئك الذين لم ينجبوا أطفالاً يلعبون أيضًا دورًا حيويًا في المجتمع من خلال تقديم الرعاية والدعم للأطفال. "التربية الجماعية" تشير إلى أهمية العلاقات غير التقليدية في حياة الأطفال، مما يعزز الدور الذي يمكن أن يلعبه الجميع كأسرة مجتمعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق