مولد يحيى السنوار
وُلِد السنوار جنوب قطاع غزة في مخيم خان يونس للاجئين، وذلك في يوم 19 أكتوبر عام 1962، وكانت أسرته قد نزحت من مجدل (عسقلان) شمال قطاع غزة بعد أن احتلها الكيان الصهيوني.
حياة يحيى السنوار
نشأ السنوار في ظل ظروف صعبة داخل مخيم اللاجئين، وقد عانى كثيرًا وتأثر بسبب تكرار الاعتداءات والمضايقات المتكررة للاحتلال الصهيوني للاجئين داخل مخيم خان يونس.
تلقى السنوار تعليمه في مدرسة خان يونس الثانوية بنين، ومن ثم التحق بالجامعة الإسلامية في مدينة غزة، وتخرج منها بدرجة البكالوريوس في شعبة الدراسات العربية.
تزوج السنوار يوم 21 نوفمبر عام 2011 من فتاة تُدعى سمر محمد أبو زمر، وهي فتاة من غزة قد حصلت على درجة الماجستير في تخصص أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة، وقد أنجبت له ولدًا وحيدًا يسمى إبراهيم.
نشاط يحيى السنوار السياسي
بدأ نشاط السنوار السياسي منذ المرحلة الجامعية فقد كان عضوًا في الكتلة الإسلامية، وهي فرع الطلاب لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.
بالتكليف من الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس؛ قام السنوار بالتعاون مع خالد الهندي وروحي مشتهى بتأسيس جهاز أمني أطلقوا عليه "منظمة الجهاد والدعوة"، وكان يُعرف باسم "مجد".
كانت مهمة هذا الجهاز الأمني هي كشف عملاء وجواسيس الكيان الصهيوني، وتتبع ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية، وقد أصبح هذا الجهاز فيما بعد هو حجر الأساس لتطوير نظام الأمن لحركة حماس.
على الرغم من اعتقاله عدة مرات إلا أنه بعد إطلاق سراحه من المعتقل قد واصل حياته السياسية، وقد تم إطلاق سراحه عام 2011 مع أكثر من 1000 أسير مقابل جندي إسرائيلي واحد في صفقة تبادلية هي الأكبر على الإطلاق.
بعد خروج السنوار من السجن قد تم انتخابه ليكون عضوًا في مكتب حماس السياسي، وأيضًا تولى مسؤولية جناح عز الدين القسام العسكري، بالإضافة إلى أنه عمل على التنسيق بين مكتب حركة حماس السياسي وقيادة كتائب القسام.
هذا التنسيق كان أثناء العدوان على غزة عام 2014، وبعد انتهاء العدوان قام السنوار بتحقيقات وتقييمات لأداء القياديين، وعلى أساس هذه التحقيقات والتقييمات قد تم إقالة عدد من القيادات لحركة حماس.
تم تعيين السنوار مسؤولًا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس عام 2015 وكانت مهمته التفاوض مع الاحتلال بشأن الأسرى، ولهذا صنفته أمريكا كأحد الإرهابيين الدوليين، وأدرجته إسرائيل ضمن قائمة المطلوبين للتصفية في غزة.
عام 2017 تم انتخاب السنوار لرئاسة حركة حماس عام 2017 حاول خلال هذه الفترة تحسين العلاقات بين حركة حماس والقيادة الفلسطينية، ولكن محاولاته باءت بالفشل، وأيضًا عمل على تحسين العلاقات مع مصر.
التقى مع وفد قيادي وأمني من المخابرات المصرية، وذلك في مدينة القاهرة، وتوصلوا إلى اتفاقات حول الأوضاع المعيشية والأمنية والإنسانية، وكذلك الحدود، وقد تم انتخابه عام 2021 لرئاسة حركة حماس مرة أخرى.
اعتقال يحيى السنوار
- عام 1982: تم اعتقال يحيى السنوار وعمره 20 سنة بسبب نشاطه الطلابي، وقد ظل معتقلًا لمدة 4 أشهر.
- عام 1982: ثم تم اعتقاله مرة أخرى بعد إطلاق سراحه، وظل معتقلًا لمدة 6 أشهر.
- عام 1985: تم اعتقال السنوار مجددًا، وظل رهن الاعتقال لمدة 8 أشهر.
- عام 1988: تم اعتقاله بسبب تهمة قيادة عملية اختطاف وقتل 2 من جنود الاحتلال، وقتل 4 فلسطينيين تم الاشتباه في تعاونهم مع الاحتلال، وقد تم الحكم عليه بأربع مؤبدات أي بفترة مدتها 426 عام.
حياة السنوار داخل السجن
خلال فترة اعتقاله الأخيرة عانى الأمرين فقد عانى من المرض الشديد بالإضافة إلى السجن الانفرادي، تابع معنا ما يلي ذكره.
لكنه أثناء اعتقاله قد تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس داخل سجون الاحتلال، وذلك لدورتين تنظيميتين، وكذلك فقد ساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون أثناء سلسلة من الإضراب عن الطعام، وذلك في 1992، 1996، 2000، و2004.
أثناء فترة الاعتقال تنقل بين عدد من السجون، وهي: المجدل، هداريم، السبع، ونفحة، وقد قضى 4 سنوات في السجن الانفرادي، وأثناء فترة سجنه الانفرادي عانى من ألم شديد في المعدة وكان يتقيأ دمًا.
بالإضافة إلى أنه عانى من صداع شديد وارتفاع درجة حرارته، وقد أجريت له الفحوصات وكشفت عن وجود نقطة دم متجلطة في الدماغ، وعليه فقد أجريت له عملية جراحية استمرت 7 ساعات.
عانى السنوار أيضًا خلال فترة اعتقاله من منع زيارة أهله له، وقد زاره والده مرتين فقط خلال 13 عام، ولكن شقيقه قد صرح بأنهم منعوه من زيارة أخيه السنوار لمدة 18 عام.
محاولات هروب السنوار من المعتقل
حاول السنوار الهروب من المعتقل مرتين، وهما كالتالي:
- الأولى: من سجن المجدل في عسقلان
- الثانية: من سجن الرملة
مؤلفات يحيى السنوار
مثله مثل العديد من الكُتّاب الذين قضوا سنوات اعتقالهم في الكتابة، وقد استطاع السنوار رغم الألم والمعاناة من تأليف عدة كتب نالت شهرة كبيرة خاصةً بعد استشهاده، والتي من بينها:
- رواية الشوك والقرنفل: وقد حكى فيها عن نضال الفلسطينيين منذ عام 1967 وحتى انتفاضة الأقصى، وصدرت عام 2004.
- رواية حماس: وقد حكى فيها تجربة حركة حماس.
- كتاب المجد: وقد تطرق هذا الكتاب إلى التحدث عن جهاز "الشاباك"، وهو جهاز صهيوني يجمع المعلومات ويزرع العملاء، بالإضافة إلى أنه حكى عن طرق التحقيق، وقد صدر عام 2010.
طوفان الأقصى ويحيى السنوار
بدأ طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر عام 2023 والذي كان زعيم هذا الطوفان هو يحيى السنوار، وعليه فقد أصبح السنوار هو المطلوب الأول للاحتلال، وأصبح التخلص منه من أهداف العملية العسكرية في قطاع غزة.
بناءً على ذلك أصدرت حكومة بريطانيا يوم 14 نوفمبر 2023 عقوبات تشمل تجميد الأصول وحظر سفر لقيادات حماس ومنهم السنوار، وقد أصدرت كذلك سلطات فرنسا يوم 30 لنفس الشهر عقوبات بتجميد أصول السنوار لـ 6 شهور.
يوم 31 يوليو 2024 قد تم الإعلان عن اغتيال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس، وعلى أثر ذلك قد قامت حركة حماس بتعيين السنوار رئيسًا لها يوم 6 أغسطس 2024 تبعًا لهنية رئيسها السابق.
استشهاد يحيى السنوار
يوم 17 أكتوبر 2024 تلقى العالم العربي والإسلامي أجمع خبر استشهاد السنوار، وذلك بعد أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانًا بقتل 3 أشخاص فلسطينيين أثناء تنفيذ عملية في قطاع غزة.
تأكد الكيان الصهيوني من شخصية السنوار بعد أن قاموا بتحليل DNA، وذلك بمطابقة الحمض النووي للشهيد بالحمض النووي للسنوار الذي قد احتفظوا به أثناء فترة اعتقاله، وعليه فقد تأكد استشهاد السنوار.
استشهد السنوار أثناء مواجهته لجيش الاحتلال في عملية لم يكن مدبرًا لها، فقد كان يعتقد جيش الاحتلال أنهم مجرد 3 أشخاص فلسطينية، ولم يكونوا على علم بوجود السنوار بينهم، وعليه أكد خليل الحية أن الأسرى لن يعودوا إلا بوقف العدوان.
استشهد السنوار مدبرًا غير مقبل يرتدي بدلته العسكرية ويحمل سلاحه، وقد صور للعالم أجمع رمزًا للبطولة والشجاعة بعد أن ألقى بعصاه كمحاولة أخيرة لإسقاط الدورون الذي كان يصوره أثناء استلقائه مصابًا.
هل ألقيت بعصا السنوار؟
تخليدًا لهذا المشهد البطولي فقد استحدث رواد التواصل الاجتماعي مثلًا جديدًا، وهو "ألقيت بعصا السنوار" وهو يرمز إلى استنفاد كل المحاولات لإنهاء مهمة ما، وذلك تشبهًا بالسنوار الذي ألقى عصاه كآخر محاولة لمواجهة جيش الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق