عندما تطلب من أحدهم أن يتجنب تناول اللحوم من المحلات غير الحلال، مع توفر المحلات الحلال بكثرة، فيرد قائلاً إن المحلات الحلال أغلى، وإنه لا يستطيع التأكد من كونها حلال أم لا. وعندما تحثه على تجنب القروض الربوية من البنوك، قائلاً إن البنوك الإسلامية موجودة، يجيب أن البنوك الإسلامية تستغل الناس وتفرض أسعاراً عالية، وأن النظام المالي عالمي واحد، وغير ذلك من الأعذار. وعندما تشير إلى مخاطر التربية في الغرب، يرد بأن التربية في مصر والخليج أيضاً بها مخاطر جسيمة، وتصبح الأمور بلا نهاية.
بحثت كثيراً في محاولة لفهم هذا المنطق، ولم أجد تفسيراً إلا أن الهوى هو الذي يحكم، فيجعل الإنسان يرى فقط ما يريده هو.
فأدعو الله أن يطهر قلوبنا من الهوى ويهدينا إلى سبل الرشاد. آمين.
أنا لست شيخاً، وما أقدمه هو مجرد وجهة نظر شخصية مبنية على تجاربي الخاصة. ولكن بفضل الله، عندما يذكرني صديق بحديث أو حكم شرعي، أحرص على التذكر وعدم المكابرة. ربنا يهدينا جميعاً.
تعليقات:
بشير:
أخي الحبيب بشير، وكذلك د. أحمد حامد، رأيي قد يكون خطأ يحتمل الصواب، ورأيكم صواب يحتمل الخطأ. لا أحد يعرف الحق المطلق، وظروف كل شخص تختلف عن الآخر بالتأكيد. أشعر أن هناك نبرة استعلاء وتأكيد على رأي محدد قبل تجربة الأمر بشكل كامل. في اعتقادي، يجب على كل واحد منا أن يسأل نفسه إذا كان يشعر أنه يقترب إلى الله كل يوم أكثر من السابق، ويقارن ذلك بالسنة السابقة. إذا كان هناك تحسن، فهو على الطريق الصحيح. إذا كان غير ذلك، فليراجع نفسه. قال تعالى: "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها".
Waleed Tantawy:
أعتقد أنك جانبك الصواب هنا. أنت تتهم كل من خالف رأيك باتباع الهوى. هناك أشخاص صادقون في نصيحتهم. في الصيف هذا، رأينا العجب في مصر وكنا ننتظر العودة إلى بريطانيا. قليل جداً من الفتيات المحجبات في الجيل الجديد، وحتى في الخليج تغيرت الأمور كثيراً. قابلنا فتاة عاشت في جدة طوال حياتها، وللأسف، لغتها العربية ضعيفة وليست محجبة، رغم أن أهلها ملتزمون. تأثير المدارس الدولية والتغريب قوي جداً في السعودية حالياً. الإنسان أسير تجربته، وربما تقرر في المستقبل السفر من مصر لأسباب تتعلق بتربية الأبناء، فهل سيكون ذلك محكوماً بالهوى؟! تجنب الأحكام العامة والتعميم على الرأي المخالف.
Mohamed Ibrahim Khalil:
فيما يخص الطعام، قال تعالى: "وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم"، ولم يُشترط في الشرع الكريم إلا أن يكون طعام أهل الكتاب. أما القروض، فهي حرام إلا للضرورة، والضرورة هنا فردية وليست عامة. التربية الإسلامية تبدأ من المنزل، وحتى لو كان هناك تحديات في المحيط الخارجي، الاستعانة بالله والتركيز مع الأبناء وتجنبهم لأصدقاء السوء من أساسيات التربية. نعم، التربية في الغرب أصعب، لكن هناك نماذج صالحة وأجيال متمسكة بدينها قد وصلت إلى الوضع الحالي من توفر الحلال والمساجد والتعليم الإسلامي. التجارب فردية ولا يجب تعميمها.
Mohammed Zayed:
نشأنا على فكرة العقاب الفوري للأخطاء، ولكن هناك أمور لا يمكن محاسبتها فوراً، لذلك يلجأ الناس إلى التبرير. احترام الحلال والحرام هو شيء تعلمناه من عائلتنا، وصعب أن نتخلى عنه. ربنا يهدينا جميعاً.
Ayman Abdelwahab Ali:
هذه هي المرة الأولى التي أعلق فيها على بوست لك. لماذا لا يكون الهوى هو عندك؟ لماذا تأخذ اليقين من أن الهوى هو السائد عند كل من يخالف رأيك أو قرارك؟ أنا أتحدث عن نقطة تربية الأبناء تحديداً. أعتقد أن البوست فيه بعض التوفيق، ومن الضروري أن يكون هناك توازن بين الإيجابيات والسلبيات عند تقديم التجربة. كل إنسان أسير لتجاربه ومسؤول تماماً عنها أمام الله. كنت أتمنى أن تكون أكثر إنصافاً وحيادية في تقديم تجربتك، بدلاً من تقديم الإيجابيات في توقيت وتجاهل السلبيات في توقيت آخر. تحياتي.
Alaa Mahdy:
الكثير من الأشخاص يشخصنون الأمور ويقومون بربطها بحياتك الشخصية. يجب أن نتعلم من البوست ونأخذ العبرة منه دون التركيز على شخصية كاتبه. إن التفاعل مع الأمور الشخصية يمكن أن يكون مرهقاً. ربنا يوفقك ويعينك على المسؤولية التي تحملتها.
Nada Nouh:
على الرغم من أنني لا أوافق تماماً على رأيك، إلا أن تقبل الاختلاف مهم. لا يمكن دائماً الحكم على الأمور بشكل مطلق، فقد يكون لكل شخص ما يناسبه وتقييم الأمور واختيار المناسب هو أمر شخصي. الظروف والخبرات تختلف من شخص لآخر، والحكم النهائي هو بيد الله.
Samah Afifi:
د. بشير، إذا سمحت لي، في آخر بوست لك تحدثت بصيغة اليقين وكأن هناك رأياً واحداً لا يقبل الاختلاف. هذا قد ينطبق على المثالين الأول والثاني، لكن المثال الثالث يتعلق بتربية الأبناء، وهو مسألة نسبية جداً ولا يمكن أن يكون هناك حق مطلق أو باطل مطلق فيها. يجب أن نكون حذرين في إطلاق الأحكام وتعميمها. الأمر يحتاج منا جميعاً مراجعة دقيقة لأنفسنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق