محور فيلادلفيا هو منطقة استراتيجية تقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة. يمتد المحور على طول 14 كيلومترًا (8.6 ميل) ويبلغ عرضه حوالي 100 متر، ويشمل معبر رفح مع مصر. تم إنشاء هذه المنطقة منزوعة السلاح بموجب معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي نتجت عن اتفاقيات كامب ديفيد. وقد أطلق الجيش الإسرائيلي على هذه المنطقة اسم "فيلادلفيا"، بينما تشير مصر إليها باسم "ممر صلاح الدين" نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي.
في عام 2005، وبموجب اتفاقية بين تل أبيب والقاهرة، تم نشر 750 ضابط شرطة مصريًا لحماية الطريق بعد انسحاب إسرائيل من غزة. كانت أهداف هذه الاتفاقية، بما في ذلك التسمية الرسمية للممر، منع تهريب الأسلحة والمواد المحظورة إلى غزة عبر أنفاق التهريب.
في 29 مايو/أيار الماضي، أعلنت القوات الإسرائيلية عن سيطرتها الكاملة على محور فيلادلفيا كجزء من تحركها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. الهدف من هذه الخطوة كان إحباط قدرة حماس على إعادة التسلح والإمداد. ولكن هذه السيطرة أثارت معارضة شديدة ليس فقط من حماس ولكن أيضًا من مصر.
مصر، التي تعارض بشدة السيطرة الإسرائيلية على الجانب الغزي من معبر رفح، طالبت بعودة السيطرة الفلسطينية إلى هذا المعبر. ردًا على ذلك، تم إغلاق معبر رفح وتوقفت حركة المسافرين.
لماذا يشكل محور فيلادلفيا نقطة خلاف في المفاوضات؟
منذ الهجوم الذي شنه حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مستوطنات في غلاف غزة، أكدت حكومة نتنياهو ضرورة احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على المحور، بما في ذلك معبر رفح، كوسيلة لمنع حماس من إعادة التسلح. في المقابل، تصر مصر على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
حماس أيضًا تشترط انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من المنطقة كشرط لإبرام صفقة الرهائن. في ضوء هذه المواقف، يجري الأمريكيون والمصريون والقطريون والإسرائيليون مفاوضات مكثفة في محاولة لتقليص الفجوة في هذه القضية. تركز المفاوضات في قطر ومصر على حجم ونطاق الوجود الإسرائيلي في المحور، بهدف التوصل إلى حل مقبول لجميع الأطراف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق