📁 آخر الأخبار

خطبة منبرية في موضوع: الحياة الطيبة بين الإيمان والعمل الصالح

 

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أخرج الإنسان من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان والمعرفة، وزين جوارحه وأفعاله بجمال الإسلام، وحلّى تعامله وأخلاقه بحسن الإحسان. نحمده حمد العارفين به، المقرين له بالعبودية اختياراً واضطراراً، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، الدال على الله تعالى بقوله وفعله وأخلاقه الطيبة. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. 

 


 

أما بعد، أيها المسلمون، فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل الإيمان والعمل الصالح أساساً للحياة الطيبة في الدنيا والآخرة. فقد نهج العلماء في تبليغ رسالة الإسلام وفق منهج القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث ركّز القرآن في الفترة المكية على ترسيخ الإيمان، ثم دعا إلى العمل الصالح كثمرته. قال تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: 53].

ففي هذه المرحلة الأولى، دعا القرآن إلى معرفة الله تعالى وتدبر آياته في الكون والأنفس، ولم يفرض الصلاة والعبادات إلا بعد أن رسخ الإيمان في النفوس. قال تعالى:


﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ [الأعراف: 54].

وكذلك فعل رسول الله ﷺ عندما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن، فقال له: «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله...». فهذا هو منهج النبي ﷺ الذي ركز على الإيمان قبل العبادات، فالإيمان هو الأساس الذي يقوم عليه كل عمل صالح.

أيها المؤمنون، إن الإيمان الصادق هو الذي يجعل الإنسان ينقاد لله ويحقق العبودية في حياته، فيخلص في صلاته وصيامه ومعاملاته، ويتحلى بالتواضع والإخلاص لله، كما قال تعالى:
﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
[الفاتحة: 4].

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على رسول الله محمدٍ، الذي أرسل هداية للعالمين. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الإخوة في الإيمان، إن الحياة الطيبة التي وعد الله بها المؤمنين في الدنيا والآخرة لا تتحقق إلا بالإيمان والعمل الصالح. قال الله تعالى:


﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: 97].

فالعمل الصالح بدون إيمان لا ينفع صاحبه، والإيمان بدون عمل صالح ناقص. فعلينا أن نحاسب أنفسنا: هل حققنا الإيمان في قلوبنا؟ هل نتعامل بالإخلاص والتواضع؟ وهل نسعى دائماً إلى مرضاة الله في حياتنا؟

اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين، واجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم، ووفقنا لما تحب وترضى. اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعلِ راية الحق والدين، واحفظ لنا قادتنا وأئمتنا، ووفق ولي أمرنا لما فيه الخير والصلاح.

وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المستشار التربوي
المستشار التربوي
أنا شغوف بتحسين التعليم وإثراء المحتوى الإعلامي. بدأت هذا الاهتمام منذ سنوات عديدة عندما لاحظت الفجوة الكبيرة بين ما يُدرس في المدارس وما يحتاجه الطلاب لمواجهة تحديات الحياة الحديثة. لهذا السبب، قررت أن أكرس حياتي المهنية لتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة وتقديم استشارات فعالة للأفراد والمؤسسات. إذا كنت تشارك نفس الاهتمام أو تحتاج إلى استشارات في مجال التعليم أو الإعلام، فلا تتردد في التواصل معي. أنا هنا لمساعدتك ودعمك في رحلتك التعليمية والإعلامية.
تعليقات