تحضير درس "الشريد" للسنة الثالثة متوسط

التعريف بالكاتب:

علي الجارم: أديب وشاعر وكاتب مصري، وُلِد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه في إحدى مدارس مدينة رشيد ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، وبعدها سافر إلى إنجلترا لإكمال دراسته. عاد إلى مصر حيث كان محبا لها، واستغل موقعه في خدمة وطنه. شغل العديد من المناصب التعليمية، وعُيّن كبير مفتشي اللغة العربية ثم وكيلاً لدار العلوم. انتُخب كذلك عضواً في مجمع اللغة العربية، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية والثقافية. 

 




أسئلة الفهم:

  1. صوّر الشّاعر منظر فردٍ يعاني التّشرّد. وضّح ذلك من النّصّ.
    الشاعر يصوّر الشريد الذي يعاني الألم والعزلة، حيث جاء في الأبيات:
    "أطَلَّتِ الآلامُ مِن جُحْرِهِ، لفُّتِ الأسقام في طِمرِهِ، مُشَرّدٌ يَأْوِي إلى همِّهِ".
    هنا، يُظهر الشاعر كيف أن الشريد يقاوم آلامه عبر الانزواء في همومه، مما يُبرز معاناته الشديدة.

  2. لكلّ مخلوق مأوى، فإلى أين يأوي الشّريد؟ ما أثرُ ذلك في نفسيته؟ وما نتائجُ ذلك على المجتمع؟
    يأوي الشريد إلى همه، وهذا يؤدي إلى كونه حاقدًا على الدهر بسبب فقدان الأمل. ينتج عن ذلك فساد الأخلاق والعقل في المجتمع.

  3. للعائلة دور في توفير الأمن والسّعادة لأفرادها. اشرح الأبيات التي تشير إلى فضل الدّفء العائليّ في القضاء على التّشرّد.
    تُشير الأبيات إلى أهمية وجود الأسرة، حيث تلعب دور السند والعون للشخص. فوجود الأم والأب يوفر الدفء والأمان، ويعززان قدرة الطفل على مواجهة مصاعب الحياة.

  4. استخرج من الأبيات ما قدّمه الشّاعر من تفسير لأسباب ظاهرة التشرّد.
    يذكر الشاعر: "جِنَايَةُ الوَالِدِ نبَْذُ ابْنِهِ فيِ عُسْرِه كَانَ أوَْ يسُْرهِ".
    هنا، يُوضح الشاعر أن الإهمال والتخلي عن الأطفال يُسبب لهم التشرّد.

  5. يقترح الشّاعر حلّ التّمسّك بالحرفة والعمل الصالح للقضاء على آفة التّشرّد، وضّح ذلك.
    يشدد الشاعر على أهمية التمسك بالحرفة والعمل الجاد كوسيلة لتحسين الوضع المعيشي، مما يجعل الشخص قادرًا على تلبية احتياجاته وبالتالي القضاء على التشرّد.


شرح المفردات:

  • الطّمر: الثّوب البالي الرّثّ.
  • اللّثم: التّقبيل.
  • ناغاه: المُناغاة هي صوت الأم تداعب وتلاعب وليدها.
  • الحجى: العقل.
  • كِسْرِهِ: جانبه.
  • أزْر: قوّة.
  • نبذ: ترك.

الفكرة العامة:

  • وصف الشاعر للشريد ومعاناته اليومية.
  • معاناة الطّفل من وطأة التّشرّد وقساوة الحياة.
  • ظاهرة التّشرّد: أسبابها، واقعها، ومقترحات للحدّ منها.

الأفكار الأساسية:

  1. وصف حالة الشَّريد.
  2. البيت هو المأوى الحقيقي للولد.
  3. الشّريد بين آلام الأسقام وهموم فقد الوالدين.
  4. قساوة العيش ولّد الحقد في قلب الشّريد.
  5. دور الأسرة في الحدّ من آفة التّشرّد.
  6. الدعوة إلى تعليم الأطفال لإنقاذهم من التّشرّد.

المغزى العام من النص:

  • وجوب محاربة أي أسباب للتشرّد.

النص:

التشرّد آفة اجتماعية خطيرة تضرب الأسرة في الصّميم، وتهدّد المجتمع بتكاثر آفاتٍ أخرى أخطر مِنهُ. لذا ينبغي تضافر كافّة الجهود للحدّ منه، والوقاية خير من العاج.

القصيدة:

أطَلَّتِ الآلامُ مِن جُحْرِهِ
ولفُّتِ الأسقام في طِمرِهِ
مُشَرّدٌ يَأْوِي إلى همِّهِ
إذَا أوَى الطّيرُ إلى وَكْرهِ

مَا ذاَقَ حلاوة اللّثم فِي خدِّه
ولا حَنَانَ المَسِّ في شَعْرهِ
ولا حَوَتْهُ أمٌّ في صَدرِهَا
ولا أبٌ ناغَاه في حِجْرهِ

وَالوَجْهُ لِليَأسِ بِهِ نظَْرَةٌ
يُقَذِفهُا الحقِدُ علَى دَهْرهِ
لا يجَِدُ المَأوىَ ولَوْ راَمَه
أُحَوالَ الدّهْرُ على قَبْرِهِ

إذا هَوَى الخلُقُ وضَاعَ الحَجَى
فَكُلُّ شَيْءٍ ضَاعَ فِي إثمِرِهِ
مَنْ يصُْلِحِ الأُسْرةَ يصُْلِحْ بهَا
مَا دَمَّرَ الإفْسادُ فِي قُطرِهِ

جِنَايَةُ الوَالِدِ نبَذُ ابْنِهِ
فِي عُسْرِه كَانَ أوَْ يسُْرِهِ
البيَتُ صَحْراء إذَا لمْ تَِدْ
طُفُولةً تَمْرحُ فِي كِسْرِهِ

وَأنقِذُوا الطِّفْلَ فمَا ذَنبُه
إنِْ جَمَحَ الوَالِدُ فِي خَسْرِهِ
وَعَلِّمُوهُ عَمَلاً صَالِحًا
يشُدُّ – إنِْ كَافَحَ- مِنْ أزرِهِ


أقوم مكتسباتي

  1. لماذا يُعدُّ البيت حقًّا طبيعيًا لكلّ مخلوق؟
    يعدّ البيت حقًا طبيعيًا لكل مخلوق كونه المنبت الذي ينشأ فيه ويترعرع، فيحميه من المخاطر، ويقيه من الحرّ والبرد، فيتعلم فيه الفضائل والقيم.

  2. ما هي أسباب التشرّد؟ اذكر حديثًا شريفًا يَحُثُّ على التّكافُل لوقاية المجتمع من الآفات.
    من أسباب التشرّد: المشاكل الاجتماعية، الضغط العائلي، الفقر، الفشل الدراسي، الاضطرابات النفسية أو العقلية، الحروب والأزمات.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له..."


أتذوّق نصّي

  1. ما الذي يجعَلُه متميّزًا عن النّصِّ النّثريّ؟
    النّص شعري، والذي يجعله متميزًا عن النثر هو الأبيات الموزونة والمقفّاة.

  2. ما هما الصورتان البيانيتان في البيت الأوّل؟
    "أطلّت الآلام" و"لفّت الأسقام".

  3. اشرح قول الشّاعر: "أطَلَّتِ الآلامُ مِن جُحْرِهِ".
    يشبّه الشاعر الآلام بما يطلّ من الجحر (كبعض الزواحف)، فحذف المشبه به وأبقى على لازمة من لوازمه (جحره) [استعارة].

  4. استخرج من البيت الثّاني صورة بيانية. حلّلها، واذكر الأثر الجميل الذي أضافته إلى المعنى.
    الصورة البيانية الواردة في البيت الثاني: "مُشَرّدٌ يَأْوِي إلى همِّهِ"، حيث شبّه همَّ الشريد بالبيت، مما يُظهر انسياقه نحو اليأس والضياع.

    الفرق بين القصيدة والمقطوعة الشعرية

    تتميز المقطوعة الشعرية بالبساطة وحدّة الشعور، حيث ينفعل الشاعر بتجربته انفعالا قويا ويعبر عنها بدقة شعورية موجزة، لأن انفعاله لا يترك له وقتا للإطالة والاحتفال. في المقطوعة، لا يعتمد الشاعر على رسم صور فنية خاصة أو أساليب متعددة، كما يفعل في القصيدة.

    بينما القصيدة تمتاز بتعقيدها وتركيبها الفني، حيث تتضمن صورًا مجازية متعددة وألوانًا من التقديم والتأخير، الإيجاز والإطناب، وضروب المحسنات. يؤدي تعدد جوانب الموضوع في القصيدة إلى احتشاد فني يدعو إلى الهدوء النسبي، مما يسمح للشاعر بالتعبير عن أفكاره وعواطفه بطريقة موسيقية ومركبة.

    بصفة عامة، الفرق بينهما هو أن القصيدة تتطلب قدرة فنية على صوغ الصور الفنية واستثمار الأساليب البلاغية، بينما تكون المقطوعة أكثر مباشرة ووضوحاً في التعبير عن إحساس الشاعر ومعاناته.


    موضوع تفسيري عن حالة الطفل المشرد وظروفه القاسية

    عندما عدت من المدرسة، مررت بحديقة تتوسط حينا، حيث رأيت طفلاً في سنّك يتوسد التراب، يرتدي ملابس رثة، ويمد يده إلى المارة طالبًا الطّعام، فراعني ذلك المنظر.

    أولاً: شرح حالة الطفل المشرد وظروفه القاسية

    يعيش الطفل المتشرّد في ظروف قاسية ومرعبة. لا يملك مأوى يأوي إليه، ولا أسرة توفر له الحماية والرعاية. تتعرض حياته للخطر يوميًا، حيث ينوم في الشوارع، محاطًا بخطر العنف والاستغلال. هذا الطفل يعاني من نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية، مما يترك أثرًا بالغًا على صحته النفسية والجسدية. كما أنه يعاني من قلة التعليم، حيث يفوت فرص الذهاب إلى المدرسة، مما يحرمه من بناء مستقبله. يظهر عليه التعب والإرهاق، ويعكس ذلك ملامح وجهه الذي فقد البهجة والأمل.

    ثانياً: الحلول المقترحة

    لا بدّ من تفعيل دور المجتمع المدني في هذا المجال، والسعي بجدية مع كافة الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، للحد من انتشار هذه الظاهرة وما يترتب عليها من نتائج كارثية، كالتسول والانحراف والأمراض، فضلًا عن الاستغلال الجسدي والجنسي.

    من الضروري إطلاق مشاريع وبرامج توعوية تهدف إلى التعامل مع هذه الفئة من الأطفال بشكل إنساني. يجب أن يشعر المجتمع بضرورة تقديم الرعاية والدعم لهؤلاء الأطفال، فهم ليسوا مجرد ظواهر سلبية، بل أفراد يحملون آمال وأحلام يمكن أن تساهم في بناء مستقبل أفضل لوطنهم.

    للأسف، لا نعرف من طفل الشارع سوى صورة ذاك الطفل المتسخ واللص والمنافق، بينما نغفل عن المعاناة التي يعيشها هذا الكائن من مآسٍ ومصاعب. الأطفال هم جواهر ثمينة، وكلما حافظنا عليهم زاد بريقهم. هم طاقة المستقبل والأمل المنتظر، ولذا يجب علينا تقديم الدعم والرعاية لهم لضمان حياة أفضل، بعيدًا عن التشرد والضياع.

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق