التهيئة النفسية للصيام
لا بد من أن يبدأ الطفل بفهم أهمية الصيام وفضله، وذلك من خلال الشرح المبسط لكيفية الصيام وفضله، ويمكن للأهل التحدث مع الطفل عن سبب الصيام في رمضان، وكيف يعزز من الصبر والتحمل والشعور بمعاناة الآخرين، كما أن القصص الدينية المبسطة خاصةً تلك التي تتناول صيام النبي محمد ﷺ وصيام الصحابة يمكن أن تكون وسيلة رائعة لتشجيع الطفل وتحفيزه.
الصيام التدريجي
يُفضل أن يبدأ الطفل بصيام نصف اليوم أو بضع ساعات في اليوم الأول، وذلك بدلاً من الصيام الكامل بشكل مباشر، وعلى سبيل المثال يمكن أن يصوم الطفل حتى صلاة الظهر في البداية، ومن ثم يتم زيادة المدة تدريجيًا في الأيام التالية؛ لأن هذا يتيح له التعود على التغيير التدريجي في صيامه، ودون أن يشعر بالإرهاق أو الإجهاد.
التحفيز والتشجيع
كلما حقق الطفل خطوة إيجابية في صيامه لا بد من تشجيعه وتحفيزه؛ لإكمال الخطوة التالية، وعليه يمكن للأهل تقديم مكافآت بسيطة مثل إعداد وجبته المفضلة على الإفطار، أو منحه هدية صغيرة، كما أن الثناء المستمر على جهوده يعزز من ثقته بنفسه، ويجعله يشعر بالفخر بتجربته، ويحثه على إكمال الصيام.
التغذية السليمة
يجب التركيز على تقديم وجبات غذائية متوازنة خلال وجبتي السحور والإفطار للطفل، وينبغي أن تحتوي وجبة السحور على البروتينات والكربوهيدرات البطيئة الهضم مثل الشوفان والبيض والفواكه؛ لتساعد الطفل على الشعور بالشبع لفترة أطول، وفي الإفطار يفضل تقديم وجبة خفيفة وسهلة الهضم مثل التمر والحليب، ومن ثم تناول وجبة متكاملة تحتوي على الخضروات والبروتينات.
التخفيف من الأنشطة البدنية
من المهم تنظيم نشاطات الطفل خلال اليوم أثناء الصيام خاصةً كونه طالبًا يدرس ويذهب لمدرسته، ولهذا يجب تقليل الأنشطة البدنية الشاقة والتي قد تسبب الجوع أو العطش، أيضًا توفير بيئة هادئة ومريحة له خلال فترة ما قبل الإفطار، كما أن الألعاب الهادئة والأنشطة التي لا تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا مثل الرسم أو القراءة يمكن أن تكون بديلاً جيدًا خاصةً أثناء فترة صيامه.
التذكير بأهمية الدعاء والعبادات
من الأفكار المفيدة لصيام الطفل لأول مرة هو تعليمه بعض العبادات التي يمكنه القيام بها بجانب الصيام، وتلك العبادات مثل الصلاة، قراءة القرآن، والأذكار وأيضًا الصدقة، ولهذا يمكن للأهل مشاركة الطفل في جلسات ذكر ودعاء، أو تعليمهم دعاء الإفطار مما يعزز من قيمة الصيام كعبادة شاملة تشمل النفس والجسد، وأيضًا يجب حث الطفل على التصدق ولو بشق تمرة كما حثنا النبي صلى الله عليه وسلم.
إشراك الطفل في تحضيرات رمضان
يمكن جعل تجربة الصيام أكثر متعةً للطفل من خلال إشراكه في تحضيرات رمضان، وذلك مثل ترتيب مائدة الإفطار ووضع الأطباق وأدوات المائدة، أو اختيار الطعام المفضل له في السحور؛ لان هذه الأنشطة تجعل الطفل يشعر بالمشاركة والتفاعل مع روح الشهر الكريم، وبالتالي حثه على الصيام بروح إيجابية.
النوم الجيد والراحة
يحتاج الطفل إلى النوم الجيد؛ ليكون مستعدًا للصيام، ويجب الحرص على أن يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم خلال الليل، وأن يأخذ قيلولة خلال النهار إذا شعر بالتعب.