تعَد قصيدة "زحف عربي ظافر" لأبي تمام إحدى الروائع الشعرية التي تمجد القوة والشجاعة.
المقدمة
تبدأ القصيدة ببيت مشهور وهو **"السيف أصدق أنباء من الكتب"**، والذي يعكس إيمان الشاعر بأن السيف هو الفاصل بين الجد واللعب. يُظهر أبي تمام من خلال هذه العبارة سخرية من المنجمين، الذين يُعتبرون غير جديرين بالثقة، حيث كذبوا على العرب بشأن نتائج المعركة.
المعركة وسياقها
تدور أحداث المعركة بين الفرس والروم، حيث خان الروم العرب وغدروا بهم. يستعرض الشاعر الفتح العظيم الذي حققه الخليفة العباسي المعتصم عندما فتح مدينة عمورية، مُعتبرًا أن هذا النجاح كان على قدر عظيم حيث عجز الأدباء عن وصفه. السيف، بالنسبة له، يمثل القوة والعزيمة، مُشيرًا إلى أن النصر لا يتحقق بالكلام والتنجيم، بل يُحقق من خلال شجاعة المحاربين.
مناسبة القصيدة
أُهديت القصيدة بمناسبة انتصار المعتصم في المعركة بعد ما تنبأ به المنجمون بالهزيمة. تحكي القصة عن انتقام الخليفة للمعتدى عليها، المرأة العربية التي هتفت "وامعتصماه!" مستنجدة بمساعدته، مما يُظهر عظمة الموقف وأهمية النصر.
موقف المعتصم من التنجيم
رغم تحذيرات المنجمين المعتصم من الفتح السريع، إلا أن الخليفة لم يُعر لهم اهتمامًا، وآمن بأن النصر يأتي من الاستعداد والقتال. عندما جابه المعتصم جيش الروم، قادهم بجيش مُنظم، وحقق انتصارًا فريدًا.
الخاتمة
استخدم أبو تمام هذه القصة ليؤكد على قدرة السيف في تحقيق النصر، مُشيرًا إلى سخرية المنجمين من فكرة الهزيمة. في المجمل، تعكس القصيدة القوة والعزم والإيمان بأن المصير يعتمد على الأفعال وليس على الخرافات والتنجيم.