كانوا ثلاثةً من الثيران يعيشون في مرجٍ واسع، يرعون ويأكلون ويرتعون بأمان. كان أحدهم أبيض اللون، والثاني أحمر، والأخير أسود. وكان يجاورهم في المرعى أسدٌ يطمع في افتراسهم، لكنه لم يكن قادرًا على ذلك خوفًا من أن تجتمع عليه الثيران فتفتك به بنطحاتها.
ولأن الأسد أدرك أنه لا يستطيع النيل منهم إلا إذا كانت كل واحدة منفردة، قرر أن يلجأ للحيلة. وفي أحد الأيام، وجد الثورين الأسود والأحمر بمفردهما في المرعى، فاقترب من الثور الأسود وهمس في أذنه ناصحًا: "إن رفيقك الأبيض جميل وملفت للنظر، ومتى جاء صيادٌ إلى المكان فسيهتدي إليكم بسبب لونه الواضح. كما أن خيرات المرعى تناقصت في الآونة الأخيرة، فإذا تخلصتما منه، ستكفيكما الخيرات المتبقية، والقسمة بين اثنين خير من القسمة على ثلاثة."
ظل الأسد يهمس بهذه الكلمات حتى أثرت في الثور الأسود، فبدأ يقبل الفكرة. ومع ذلك، لم يكن يعرف كيف يتخلص من الثور الأبيض. فقال له الأسد: "لا تحمل همًا، سأكفيك أمره، فقط ابتعد عن المكان واترك الأمر لي."
ترك الثور الأسود المكان، فانفرد الأسد بالثور الأبيض وفتك به. وعندما عاد الثور الأحمر، أوهمه الأسود بأن الثور الأبيض قد رحل، وأنه لم يعد حتى الآن. وبعد مرور فترة من الزمن، نُسي أمره ويئسوا من عودته.
ثم أقبل الأسد مرة أخرى ليُسدي نصيحته للثور الأسود، مُذكِّره بأن المرعى لواحدٍ أفضل من أن يُقسم على اثنين. واستمر في خداعه حتى تمكن من النيل من الثور الأحمر.
بعد أيام قليلة، عاد الأسد وفي عينيه نظرة فهمها الثور الأسود جيدًا، فأدرك أنه لاحق بصاحبيه. فصاح قائلًا: "لقد أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض."
المغزى من هذه القصة واضح: عندما تضحي بأحدٍ طمعًا في مصلحة مؤقتة، فإنك تكون حتمًا قد وضعت نفسك في نفس المصير، وإن لم تدرك ذلك في البداية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق