📁 آخر الأخبار

بحث كامل عن المتنبي مع المراجع



أبو الطيب المتنبي هو الشاعر الذي قيل إنه قُتل بسبب شعره، إذ لم يظهر حتى الآن من يماثله في قوة الشعر وتأثيره، كان المتنبي شاعراً عظيماً استطاع ببراعة مجالسة الأمراء ومدح الخلفاء في عصره، عُرف عنه أنه حظي بمكانة لم يسبق لشاعر آخر أن نالها، ولا يزال شعره مصدر إلهام للعديد من الشعراء والأدباء، كذلك تُعد أبياته محط اهتمام الفلاسفة والشعراء من بعده، عاش حياة مليئة بالتحديات، وكان شعره أحد الأسباب التي أدت إلى مقتله في هذا المقال، سنقدم بحث كامل عن المتنبي وعن مراحل حياته الأدبية .

بحث كامل عن المتنبي

من هو المتنبي؟

أبو الطيب المتنبي أو أحمد بن الحسين الجعفي الكندي وُلد في بداية القرن العاشر الميلادي في الكوفة، عُرف برحلاته العديدة، إذ لم يستقر في مكان واحد، تنقل بين بغداد، طرابلس، حلب، والقاهرة، وعندما بلغ العاشرة من عمره برزت عبقريته الشعرية واشتهر بذاكرته القوية وذكائه الحاد.

كماعُرف المتنبي بشخصيته القوية والغموض الذي انعكس في شعره مما جعل العديد من الأدباء يسعون لفهم ما يقصده في أبياته من بين هؤلاء العلماء كان النحوي الكبير ابن جني والشاعر أبو العلاء المعري، واللغوي المعروف ابن سيدة.

أعرف المزيد عن أبو الطيب المتنبي

لماذا لقب المتنبي بهذا الإسم ؟

لُقِّب المتنبي بهذا الاسم لأنه كان معروفًا بالجد والتقوى وكان يبتعد عن الفواحش، كما أنه كان كثير الذكر للأنبياء في شعره ويستشهد بهم في أبياته، حيث كان يُقارن الأمراء الذين يمدحهم وأخلاق الأنبياء، وقد قال عن نفسه:

"ما مقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود         
 أنا في أمة تداركها الله غريب كصالح في ثمود"                                                                 
ومنهم من قال إن المتنبي لُقب بهذا الإسم لأنه ادعى النبوة، بينما قال آخرون إن "المتنبي" يعني المرتفع عن الأرض، في إشارة إلى رفعة شأنه ومكانته وليس للنبوءة.

كان المتنبي فخرا بنفسه وبذاته حيث عرف عنه الكبرياء حيث لم يحظي أي شعر من شعراء العرب بمثل ما حظى به المتنبي كما كان المتنبي شجاعًا وطموحًا، وكان يعشق المغامرة ويفتخر بذلك في شعره، حيث يقول:

"الخيل والليل والبيداء تعرفني                                     
والسيف والرمح والقرطاس والقلم"

‏المتنبي وسيف الدولة الحمداني

عُرف عن المتنبي أنه كان رحالة فلم يستقر في مكان واحد، حيث كان يتنقل بين بلاد الشام ثم استقر لاحقاً عند سيف الدولة الحمداني، وكانت هذه الفترة أفضل فترات حياته حيث نشأت علاقة محبة وتقدير بين المتنبي وسيف الدولة، حيث كان الأمير يغدق عليه بالعطاء، ولم يكن المتنبي يمدح أحداً سوى الحمداني كما كان دائماً يصف بطولات الأمير في قصائده، لكن بعض الحساد والواشين تمكنوا من التأثير على سيف الدولة، مما دفع المتنبي إلى مغادرة حلب في عام 346 هجرياً ولكنة قبل أن يرحل عاتب الأمير بقصيدته الشهيرة وهي من أجمل ما قال المتنبي قصيدة واحر قلباه

واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِم                                 وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ


المتنبي وكافور الإخشيدي

اضطر المتنبي إلى مغادرة حلب في عام 346 هجرياً،وتوجه المتنبي إلى مصر بعدما دعاه كافور الإخشيدي، وأوهمه بأنه سيحقق له طموحاته السياسية، حيث كان المتنبي يطمح دائماً إلى الولاية لكن بعد أن اكتشف خداع كافور له ، هجاه في قصائد من أفظع ما كتب ومن أبيات المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي:

لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ                                      إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ

وخلال فترة إقامته في مصر أثرت محنة المتنبي عليه وظهر ذلك في أبياته فقد شهد شعر المتنبي ازدهاراً لا مثيل له في هذه الفترة.


بحث كامل عن المتنبي

ما هو سبب موت المتنبي؟

بعد فترة من تنقلاته وخلال رحلة إلى العراق، اعترضه قاطع طريق يُدعى ضبّة بن يزيد الأسدي العيني، وكان المتنبي قد هجاه بقصيدة قاسية طعنت في شرفه مطلعها:

"ما أنصف القوم ضبّة وأمه الطرطبة                                وإنما قلت ما قلت رحمة لا محبة"

هاجم ضبّة المتنبي ومعه ثلاثون رجلًا، وحين أراد المتنبي الفرار لكثرة الرجال، قال له غلامه: "ألست القائل:

 الخيل والليل والبيداء تعرفني                                       والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟"

فرد المتنبي قائلًا: "قتلتني قتلك الله"، وعاد لمواجهة الموت، ثم قُتل المتنبي مع ابنه محسد وغلامه في 25 رمضان سنة 354 هجريًا بالقرب من مفرق النعمانية، ولا تزال أبياته وشعره حيّة حتى اليوم.

هنا بإيجاز حياة واحد من أعظم الشعراء الذي لا زالت ابياته الشعرية هي معجزة علي عرش الشعر العربي ،ورغم النهاية القاسية للمتنبي إلا أن سيظل أسمة خالداً وستظل أبياته حيه الي الابد.
 
المراجع : 
https://www.mawjatnews.com
 
تعليقات