تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في مصر: من الفاطميين حتى وقتنا الحالي



من المعروف أن لكل مناسبة في مصر طابعاً خاصاً للاحتفال، فمثلًا لدينا عيد الأم، وعيد الأضحى، وعاشوراء ، ومولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وغيرها من الأعياد والمناسبات، يُعد مولد النبي من أهم المناسبات التي تبعث الفرح والسرور في نفوس المصريين، وتحتل مكانة خاصة في قلوبهم ولكن متى بدأ المصريون بالاحتفال بمولد النبي؟ ومن كان أول من احتفل بهذه المناسبة؟ هذا ما سنتناوله فى هذا المقال .


تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في مصر: من الفاطميين حتى وقتنا الحالي

من أول من احتفل بمولد النبي الشريف؟

هناك روايات مختلفة حول بداية الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تشير بعض المصادر التاريخية إلى أن الفاطميين كان أول من احتفلوا بهذه المناسبة في مصر بهدف التقرب إلى المصريين وكسب ولائهم، كان الاحتفال في ذلك الوقت بسيطاً ومحدوداً، حيث اقتصر على توزيع الحلوى على الأطفال وعمل الخيول والعرائس المعروفة بإسم عروسة المولد وذلك لإدخال البهجة في قلوبهم .

من جهة أخرى
، تشير بعض المصادر إلى أن الملك المظفر أبو سعيد كوكبري، حاكم أربيل في شمال العراق، هو أول من أقام احتفالاً عاماً بمولد النبي، ويقال إن الاحتفالات في عهد الملك المظفر كانت تتميز بالفخامة والبذخ، حيث كانت تُنظم مواكب كبيرة ويتم توزيع الطعام والحلويات على الفقراء والمحتاجين، كما كان يتم تلاوة السيرة النبوية الشريفة وإقامة حلقات الذكر.

ويمكنك قراءة المزيد عن المولد النبوي من هنا 

الاحتفال في عهد الدولة الأيوبية

بعد انتهاء الدولة الفاطمية، قام صلاح الدين الأيوبي بإلغاء جميع مراسم الاحتفالات التي كان الفاطميون يقيمونها إلى أن أتى بعدة بعض سلاطين الدولة يحتفلون بالمولد النبوي بشكل دوري ومنتظم، ويُذكر أن واحد من السلاطنة كان يأمر بصرف أموال ضخمة تصل إلى 300 ألف دينار سنويًا للاحتفال بالمولد، وكان الاحتفال يُقام مرة في 8 ربيع الأول والعام التالي في 12 ربيع الأول وذلك بسبب اختلاف تحديد اليوم بالضبط ، كانت الاحتفالات تتضمن ذبح أعداد كبيرة من الإبل والبقر والغنم وتوزيع اللحوم على الناس، كما كانت تُقام الموائد العامة للجميع.

الاحتفالات في عهد المماليك

كان المماليك يحتفلون بجميع الأعياد والمناسبات الدينية، ويهتمون جدا بالاحتفال بالمولد النبوي وكانوا يميلون إلى البذخ والإسراف في مظاهر الاحتفال، حيث كانوا يدركون جيدًا أن لهذه الاحتفالات تأثيرًا كبيرًا على قلوب الناس.

تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في مصر: من الفاطميين حتى وقتنا الحالي

الاحتفال في عهد الدولة العثمانية

في عهد الدولة العثمانية أصبح الاحتفال بالمولد النبوي جزءًا من التقاليد العثمانية الراسخة، كان السلاطين العثمانيون يحتفلون بهذه المناسبة بإقامة احتفالات ضخمة وشاملة، حيث كان السلطان يخرج من قصره في موكب فخم يمتطي جواده ومن حولة الجنود العثمانيون في استعراض مهيب وسط حشود الجماهير، وكانوا يذهبون إلى أكبر المساجد ويقرؤون القرآن الكريم ويتلون السيرة النبوية ويقيمون حلقات الذكر كما تُرفع الأصوات بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يمكنك معرفة المزيد عن كيفية القرب من الله والبعد عن المعاصي والذنوب

أسماء زوجات الرسول بترتيب الزواج منهم.

قائمة بأجمل الأسماء الإسلامية للبنات ومعانيها

تطور الاحتفال أثناء الحملة الفرنسية

عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798 بقيادة نابليون بونابرت، قام بالاحتفال بمولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومنح ثلاثمائة ريال فرنسي معونة لهذه المناسبة كما وأمر بإقامة احتفال كبير، حيث تم تزيين الطرقات في المدينة، وضرب الطبول، وإطلاق الصواريخ والألعاب النارية في السماء، وكان الهدف من ذلك كسب قلوب المصريين لصالح الحملة الفرنسية.

تطور الاحتفال فى عهد محمد على باشا

كما أبدى محمد علي باشا اهتمامًا بالغًا بإقامة الاحتفالات بمناسبة مولد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكانت الاحتفالات تتضمن حلقات الذكر، وكانت هناك مواكب تسير في شوارع القاهرة تحمل الأعلام، مع خيمة يقام حولها الدراويش لتلاوة الذكر.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في وقتنا الحالي



رغم اختلاف الزمان وتغير الناس، تبقى العادات والتقاليد دائمًا ثابتة حيث يسعى المصريون كل عام إلى الاستعداد لإقامة الاحتفالات والتعبير عن الفرح بهذا اليوم الشريف، تعد هذه الاحتفالات تقاليد موروثة تناقلتها الأجيال، ويظهر ذلك من بتلاوة القرآن في المساجد وأناشيد الذكر وتوزيع الصدقات على الفقراء وأيضا من خلال شراء الحلويات المعروفة في المولد، وألعاب الأطفال مثل "عروسة المولد" و"الحصان" المصنوعة من السكر، حيث يتبادل المصريون هذه الهدايا فيما بينهم في هذا اليوم الشريف .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق