النعامة: عملاق الطيور ومصدر للدهشة تُعد النعامة واحدة من أكثر الطيور إثارة للدهشة على وجه الأرض، وهي تجوب سهول وصحاري إفريقيا بسمات فريدة تميزها عن باقي الطيور.
بفضل حجمها الضخم وسرعتها المذهلة، تبرز النعامة كرمز للطبيعة القوية والمتكيفة، رغم أنها لا تستطيع الطيران. في هذا المقال، سنستعرض خصائص النعامة الرائعة، من حجمها الكبير إلى دورها الاقتصادي، ونكشف بعض الحقائق المثيرة التي تميز هذا الطائر العملاق.
الخصائص الجسمانية:
النُعامة، والتي تُعرف علميًا باسم Struthio camelus، تُعتبر أكبر طائر حي على وجه الأرض. يمكن أن يصل وزن الذكر إلى 150 كجم، ويبلغ ارتفاعه حوالي 2.4 متر. على الرغم من هذا الحجم الكبير، فإن النعامة تظل الطائر الأسرع على اليابسة، حيث يمكنها الركض بسرعة تصل إلى 50 كم/ساعة، وتحافظ على هذه السرعة لمدة نصف ساعة. تُعتبر النعامة الطائر الوحيد الذي يمتلك إصبعين فقط في كل قدم، مما يعزز قدرتها على الدفع والركض بسرعة هائلة.
النظام الغذائي:
تتغذى النعامة بشكل رئيسي على النباتات، لكن يمكنها تناول الزواحف أحيانًا. للتكيف مع بيئتها الصحراوية، تبتلع النعامة كميات كبيرة من الرمال التي تساعدها على طحن الطعام داخل معدتها. هذه القدرة على التكيف مع الظروف القاسية تجعل النعامة طائرًا استثنائيًا في بيئاته الطبيعية.
التكاثر:
يبدأ موسم التكاثر عند النعامة في شهر مارس ويستمر حتى أكتوبر، حيث يستمر لنحو 8 أشهر سنويًا. خلال هذا الموسم، تنتج الأنثى ما بين 60 و100 بيضة، وقد يصل العدد إلى 120 بيضة في بعض الأحيان. تزن بيضة النعامة بين 1 و1.5 كجم، وتتناوب الأنثى مع الذكر على احتضان البيض؛ فالأنثى تحتضنه خلال النهار، بينما يتولى الذكر احتضانه ليلاً. تفقس البيوض بعد حوالي خمسة إلى ستة أسابيع، مما يعزز أهمية التنسيق بين الذكر والأنثى في عملية التكاثر.
حقيقة دفن النعامة لرأسها في التراب:
واحدة من الخرافات الشائعة عن النعام هي أنها تدفن رأسها في الرمال عندما تشعر بالخطر. ولكن هذا غير صحيح؛ فقد أثبتت الدراسات أنه لا يوجد دليل على هذا السلوك. في الواقع، عندما تشعر النعامة بالخطر، تستخدم ساقيها القويتين للركل للدفاع عن نفسها، ويمكن أن تستخدم أحد أصابعها كسلاح فعال. كما يُصدر ذكر النعامة صوتًا مميزًا يشبه زئير الأسد لحماية منطقته.
تربية النعام:
تُعد تربية النعام نشاطًا اقتصاديًا مربحًا، حيث يُربى النعام من أجل لحمه وريشه، إضافة إلى منتجات أخرى مثل قشور البيض والجلد. تم استئناس النعامة وتربيتها في مزارع خاصة، مما يحقق مردودًا استثماريًا جيدًا. تُعتبر الصين الآن من أبرز الدول في تربية النعام، حيث تمتلك نحو 20,000 نعام في مزارع خاصة. تُستخدم منتجات النعام في عدة مجالات، مما يعزز قيمتها الاقتصادية.
سلالات النعام:
توجد ثلاث سلالات رئيسية للنعام، وهي:
النعام ذو الرقبة الحمراء: هو الأكبر حجمًا والأكثر شراسة، ويتميز بمقاومة عالية للأمراض، لكنه الأقل إنتاجًا للبيض، حيث يضع حوالي 8 إلى 12 بيضة سنويًا.
النعام ذو الرقبة الزرقاء: يتمتع بحجم متوسط وطباع برية، وينتج حوالي 15 إلى 20 بيضة سنويًا.
النعام الأسود الأفريقي: هو الأصغر حجمًا والأكثر استئناسًا، ويُعتبر الأكثر إنتاجًا للبيض، حيث تضع الأنثى بين 40 و60 بيضة سنويًا، وبعضها قد ينتج أكثر من 100 بيضة.
تُعتبر النعامة عملاق الطيور بخصائصها الفريدة وقدرتها على التكيف مع بيئاتها القاسية. من حجمها الكبير وسرعتها الهائلة إلى دورها الاقتصادي الهام، تُعد النعامة طائرًا مميزًا يثير الإعجاب والتقدير. من خلال فهمنا لهذه الخصائص والقدرات، يمكننا تقدير أكثر لهذه الكائنات الرائعة ودورها في الطبيعة والاقتصاد. تعتبر النعامة مثالًا رائعًا على قوة التكيف وجمال التنوع البيولوجي في عالمنا.