ماذا نعرف عن الشيخة حسينة واجد.
الشيخة حسينة زعيمة سياسية بارزة ورئيسة وزراء بنغلاديش التي شغلت المنصب لخمس فترات متميزة، تعتبر من الشخصيات النسائية الأبرز في الساحة السياسية الدولية.
ولدت عام 1947.
وتخرجت بشهادة في الأدب البنغالي من جامعة داكا عام 1973. تعلمت السياسة منذ نعومة أظفارها في مدرسة والدها، وتقدمت في مسيرتها السياسية كناشطة في اتحاد الطلبة في الستينيات. في أواخر الستينيات، عملت كمنسقة سياسية لوالدها خلال سجنه من قبل الحكومة الباكستانية. في 15 أغسطس 1975، فقدت والدها وجميع أفراد أسرتها في حادثة اغتيال، إلا أنها نجت بسبب تواجدها في ألمانيا مع شقيقتها.
بدأت حياتها السياسية بعد عودتها إلى بنغلاديش عام 1981.
بعد فترة من المنفى في بريطانيا والهند، وأصبحت مناصرة بارزة للديمقراطية، مما أدى إلى وضعها تحت الإقامة الجبرية عدة مرات. تولت رئاسة الوزراء لأول مرة في عام 1996 بعد فوز حزبها رابطة عوامي في الانتخابات، لكنها خسرت الانتخابات في 2001. في 2007، واجهت تهمًا بالابتزاز والتحريض على القتل، لكنها أُفرج عنها لاحقًا وعادت بقوة في الانتخابات التالية.
منذ يناير 2009، تولت رئاسة الوزراء مجددًا
وتمكنت من الفوز في الانتخابات المتتالية حتى عام 2024. خلال فترة حكمها، استقبلت بنغلاديش أكثر من 700 ألف لاجئ روهينغي من ميانمار وقدمت لهم المساعدة. على الرغم من النجاحات الاقتصادية، تعرضت حكومتها لانتقادات بسبب قمع المعارضة وحرية التعبير.
أعلنت استقالتها في أغسطس 2024.
بعد موجة من الاضطرابات السياسية والاحتجاجات التي أدت إلى مقتل أكثر من 300 شخص. غادرت البلاد إلى الهند بواسطة طائرة هليكوبتر عسكرية، وأكد الجيش نبأ استقالتها.
الإنجازات:
- قادت جهود حكومتها للتخفيف من حدة الفقر من 31.5% إلى 20.5%.
- رفعت متوسط نمو الناتج المحلي السنوي الإجمالي إلى 7%.
- جعلت بنغلاديش من بين أسرع 5 اقتصادات نموا في العالم واحتلت المرتبة 41 من حيث الناتج المحلي الإجمالي.
الشيخة حسينة واجد تعتبر من القيادات النسائية الأكثر تأثيرًا وطول حكمًا في العالم، تاركة وراءها إرثًا سياسيًا واقتصاديًا لا يُنسى.
كيف وصلت الشيخة حسينة إلى السلطة؟
في عام 1947، وُلدت الشيخة حسينة لأسرة مسلمة في البنغال الشرقية، حيث وجدت السياسة تسري في دمائها، فوالدها هو الزعيم الوطني الشيخ مجيب الرحمن، المعروف بـ"أبو الأمّة" البنغالية، الذي قاد البلاد إلى الاستقلال عن باكستان في عام 1971 ليصبح أول رئيس لها. خلال تلك الفترة، برزت حسينة كزعيمة للطلاب في جامعة دكا.
في عام 1975، شهدت حسينة مأساة كبيرة عندما اغتيل والدها مجيب الرحمن ومعظم أفراد عائلتها في انقلاب عسكري. نجت حسينة وأختها الصغرى فقط، حيث كانتا خارج البلاد في ذلك الوقت. بعد قضاء بضع سنوات في الهند، عادت حسينة إلى بنغلاديش في عام 1981، لتتزعم الحزب السياسي الذي كان ينتمي إليه والدها، وهو حزب "رابطة عوامي".
تعاونت حسينة مع أحزاب سياسية أخرى ونظمت مظاهرات مناصرة للديمقراطية في شوارع بنغلاديش خلال حكم الجنرال حسين محمد إرشاد، مما جعلها بسرعة أيقونة وطنية. في عام 1996، انتُخبت حسينة للسلطة لأول مرة، ونُسب إليها الفضل في توقيع اتفاق لتقاسم المياه مع الهند واتفاقية سلام مع متمردين قَبَليين في جنوب شرقي البلاد.
رغم ذلك، واجهت حكومة الشيخة حسينة انتقادات عديدة تتعلق بمزاعم الفساد والصفقات المشبوهة، بالإضافة إلى اتهامات بالخضوع للهند. في عام 2001، خسرت حسينة منصبها كرئيسة للوزراء لصالح خصمتها السياسية، خالدة ضياء من الحزب الوطني البنغالي. وقد هيمنت حسينة وخالدة على السياسة البنغالية لأكثر من ثلاثة عقود، في ظل خصومة مريرة شهدت أحداث عنف مثل تفجير الحافلات والاختفاءات القسرية وعمليات القتل خارج نطاق القانون.
عادت حسينة إلى السلطة في عام 2009 بعد انتخابات أشرفت عليها حكومة تسيير أعمال. وخلال فترة وجودها في المعارضة، تحملت حسينة الكثير من الاعتقالات ونجت من محاولات اغتيال عديدة، من بينها محاولة في عام 2004 أفقدتها القدرة على السمع جزئيًا. كما قاومت محاولات لإجبارها على السفر إلى المنفى ونجحت في الإفلات من محاكمات عديدة بتهم الفساد.