📁 آخر الأخبار

رأي: حقائق وأحداث الحج هذا العام: بين التنظيم والتحديات

 

أولا: عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.

ثانيا: حابة أتكلم عن اللي حصل في الحج هذه السنة ونحاول نفهم المشهد اللي كل الناس ما شافيتوش ومصرين يتكلموا عنه وينقلوا كلام هما ما عاشوش فيه لحظة.

رأي: حقائق وأحداث الحج هذا العام: بين التنظيم والتحديات
 

مبدئيا: علشان نحط قاعدة نمشي عليها... الحج دعوة من الله وأنت تلبيها... بدون حسابات... بدون ترتيبات... بدون تدابير... بدون مال... يدعوك فيتكفل بذهابك... سواء رايح نظامي أو جازفت ورحت زائر.

اللي حصل من قبل قوات الأمن الخاصة من مداهمات لسكن المخالفين كان لأسباب سياسية وأمنية بحتة وتدابير احترازية لوجود تهديدات من نوع ما.

بدليل: الظابط بعد ما كان يمسك الناس ويوديهم عند الكيلو عشرة يقولهم أنا عارف أني قبل ما أوصل مكة هتكونوا هناك قبلي تقبل الله يا حجاج... ((أنا شاهد عيان على هذا)). القوات كانت بتنفذ أوامر عليا ليس لهم حيلة فيها ولكنهم تمنوا للجميع حج مبرور.

بكل هدوء: حالات الوفاة اللي حصلت قضاء الله نفذ فيها ومقدر لها الموت بهذه الكيفية وهذا الوقت وهذا المكان... حالات الوفاة ليس لها علاقة بالنظامي والمخالف، ناس نظاميين كتير ماتوا وكان السبب الرئيسي حرارة الشمس المرتفعة لدرجة لا تتخيلوها... والعياذ بالله وكأن بابا من أبواب النار فتح... لا تفرق بين كبير ولا صغير... ما فيش أماكن تستظل فيها ولو موجود انت محتاج مياه باستمرار تشربها وعصائر ومياه ترطب بيها وشك وراسك وده مش متوافر على طول فترات المشي للجمرات بالذات.

بصراحة: مجهودات كتب الله فيها أجرهم الظباط والعاملين من توزيع المياه والعصائر والبن الرايب والفاكهة والوجبات الخفيفة ورش المياه عليك باستمرار واستخدام مراوح يدوية لتلطيف شدة الحر على طول طريق عرفات وطريق مزدلفة ومنى.

مسافات المشي: الكل بيمشيها نظامي أو مخالف لأن الباصات لها نهاية ولازم يمشوا نفس المسافة جميعا في النهاية لأن الطريق غير معد لدخول الباصات.

كل نصف دقيقة أو أقل: ناس كتير جدا جدا تائهة وغالبيتهم نظاميين لا يستطيعون الوصول للمخيمات اللي أصلا موجودة غالبيتها على مسافة كبيرة جدا من المشاعر واللي كل ميزتها في حاجتين: أنها بتوفر جو مناسب للمبيت في منى ((فقط)) وكمان بتوفر وجبات أكل.

هرجع أقول: حالات الوفاة حصلت بسبب شدة الحر واللي كنت هكون واحدة منهم وشفت الموت بعيني مرتين تعرضت لضربة شمس يوم عرفات ويوم رمي جمرة العقبة حرفيا الأرض والهواء كأن الواحد كان في جهنم والعياذ بالله وفقدت الوعي ولكن الله سلم والحمد لله لأن مازال لي نفس باق.

الناس الكبار في السن نظامي أو مخالف كانت مشكلتهم في الحرارة والمسافة.

ما كانش فيه ازدحام: تاني.. ما كانش فيه ازدحام... تاااني... ما كانش فيه ازدحام... حالات الوفاة لا بسبب التدافع لأن ما كانش فيه تدافع ولا بسبب عدم وجود مواصلات للنقل للمشاعر لأن المسافة الكل بيمشيها... ما شاء الله لأول مرة يتم عمل مسارات متعددة لسير الحجاج للمشاعر لمسافات متباعدة وده قلل كتيييير الازدحام ولكن للأسف كان سبب في طول الطريق بالرغم أنهم موفرين مرشات مياه على أعمدة تشبه أعمدة إنارة الشوارع وطول ما نحن ماشيين حرفيا بنستحمى.

تحقق قدام عيني وفي نفسي القول في الحديث: "شعثا غبرا"... والله والله والله تساوي النظامي والمخالف... الغني والفقير... العالم والجاهل... لا ملابس مهندمة ولا متناسقة ولا روائح وعطر وبخور ولا حذاء مناسب... أقدام عارية... أبدان يغطيها العرق... أنفاس واحدة لاهثة وأفواه داعية... ورجاء بالقبول...

والله كنا سواء: وأتمنى من الله أن يتقبلنا عنده من المغفورين...

كل شيء يسعى إليه إلا العمرة والحج فإنك تساق لهما رغما عن أنفك وبتكفل الله فيهن بك...

كتبكم الله عنده من الزائرين وتكفل بكم ورزقكم حلاوة ذلك وزيادة عاجلا غير آجل يا رب العالمين.

 

بقلم: Kasem Abdelsattar
 

 

المستشار التربوي
المستشار التربوي
أنا شغوف بتحسين التعليم وإثراء المحتوى الإعلامي. بدأت هذا الاهتمام منذ سنوات عديدة عندما لاحظت الفجوة الكبيرة بين ما يُدرس في المدارس وما يحتاجه الطلاب لمواجهة تحديات الحياة الحديثة. لهذا السبب، قررت أن أكرس حياتي المهنية لتطوير استراتيجيات تعليمية مبتكرة وتقديم استشارات فعالة للأفراد والمؤسسات. إذا كنت تشارك نفس الاهتمام أو تحتاج إلى استشارات في مجال التعليم أو الإعلام، فلا تتردد في التواصل معي. أنا هنا لمساعدتك ودعمك في رحلتك التعليمية والإعلامية.
تعليقات