تحديات التعليم في ظل التغيرات الحديثة تعليقا على امتحان الفيزياء مصر!

 

تحديات التعليم في ظل التغيرات الحديثة: وجهة نظر مدرس فيزياء

بصفتي مدرس فيزياء، ومع ترند اليوم الذي يدور حول امتحان الفيزياء، أردت أن أشارككم رأيي ليس فقط مع الطلاب ولكن مع أولياء الأمور أيضًا. سواء كان الامتحان سهلًا أو صعبًا، طويلًا أو قصيرًا، الأهم هو كيف نواجه هذا التحدي ونفكر في أسبابه. 

تحديات التعليم في ظل التغيرات الحديثة

 

لمحة على المشكلة

أولياء الأمور يميلون غالبًا لإلقاء اللوم على صعوبة الامتحان، واضع الامتحان، المدرسين، وحتى الطلاب. لكن الحقيقة هي أن مشكلة التعليم بدأت منذ سنوات طويلة، عندما أصبح الطلاب حقلاً لتجارب قرارات غير مدروسة. فكل وزير يسعى لإثبات صحة قراراته على حساب مصلحة الطلاب، متجاهلًا الاعتراف بالأخطاء والتراجع عنها.

ثانوية عامة: من العدالة إلى النفوذ

الثانوية العامة، التي كانت فرصة عادلة لجميع طبقات الشعب، أصبحت الآن تحت سيطرة أصحاب النفوذ والمال. هذا التغير جعل التعليم أكثر انحيازًا وأقل عدالة.

التكنولوجيا وتأثيرها على الطلاب

المشكلة بدأت أيضًا عندما أصبح الهاتف المحمول والتابلت جزءًا من حياة الطالب بحجة الدراسة عبر الإنترنت، في حين أنه في أخطر مراحل حياته يحتاج إلى الرقابة. لقد تحول الطلاب إلى مدمنين على التكنولوجيا بدلاً من استخدامها كأداة تعليمية.

أولياء الأمور والضغوط المجتمعية

أولياء الأمور يضعون ضغوطًا هائلة على أبنائهم للالتحاق بكليات الطب أو الهندسة، مما يجعلهم يعتقدون أن النجاح في الحياة مرهون بهذه المجالات فقط. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت بعض الأسر تروج للغش كوسيلة للنجاح، متجاهلة أن الغش حرام ويؤدي إلى الفشل الأخلاقي والديني.

التعليم مقابل التربية

أهملنا التربية في سبيل التعليم وفشلنا في الاثنين. يجب أن نعود لنغرس في أبنائنا القيم الأخلاقية والدينية، وأن نؤكد على أهمية الاجتهاد والنزاهة.

خاتمة

المشكلات التي نواجهها اليوم في التعليم هي نتاج تراكمات سنوات من القرارات الخاطئة والتوجهات غير المدروسة. الحل يبدأ من الأسرة ثم ينتقل إلى المؤسسات التعليمية. علينا أن نركز على التربية جنبًا إلى جنب مع التعليم، ونزرع في أبنائنا القيم والأخلاق التي تجعلهم ناجحين في حياتهم.

ربنا يصلح الحال.

م/ عمرو السعيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق